9 أشياء مهمة يجب معرفتها قبل الانتقال إلى ألمانيا.
بالنسبة للراغبين في السفر إلى ألمانيا، سواء بغرض الدراسة أو العمل أو حتى الاستقرار، فإن الأمر ليس سهلاً تماماً، لكنه ليس معقداً أيضاً، ففي الواقع، كل شيء يعتمد على مدى استعدادك النفسي والمادي لهذه الخطوة.
أول ما يجب التفكير فيه هو اللغة، فاللغة الألمانية ليست كغيرها من اللغات، وقد تبدو صعبة في البداية، لكنها ضرورية للاندماج في المجتمع وللحصول على وظيفة جيدة.
ليس المطلوب أن تتقنها من اليوم الأول، لكن من المهم أن تبدأ بتعلمها بجدية.
النقطة الثانية تتعلق بسوق العمل، فالوضع هناك لا يختلف كثيراً عن بقية الدول الأوروبية، إذ توجد فرص كثيرة، لكن المنافسة كبيرة، فإذا كنت تمتلك مؤهلات أو خبرة في مجال مطلوب، فإن فرصك ستكون أفضل.
أما في حال كنت لا تزال في بداية مشوارك المهني، فقد تواجه بعض التحديات في البداية.
أما السكن، فهو من أبرز العقبات، لا سيما في المدن الكبرى مثل برلين أو ميونيخ، حيث ترتفع الأسعار وتشتد المنافسة على الشقق. وإذا كان لديك أحد المعارف أو الأقارب هناك ليساعدك، فسيكون الأمر أسهل بكثير.
الطقس كذلك يشكل تحدياً، خاصة لمن لم يعتد على الأجواء الباردة، فالشتاء في ألمانيا قاسٍ، وساعات النهار قصيرة جداً، ما قد يتطلب بعض الوقت للتأقلم.
أما عن طبيعة المجتمع، فالألمان معروفون بانضباطهم الشديد، واحترامهم للقوانين والمواعيد، وإذا كنت من الأشخاص الذين يميلون إلى العشوائية في حياتهم اليومية، فقد تحتاج إلى تعديل أسلوبك لتتمكن من الاندماج بشكل أفضل.
وفيمايلي9 أشياء مهمة يجب معرفتها قبل الانتقال إلى ألمانيا:
1. البيروقراطية الألمانية
ألمانيا تُعرف بنظامها الإداري الصارم، وكل خطوة تقريباً تبدأ بتسجيل العنوان (Anmeldung). بدون هذا التسجيل، لا يمكنك فتح حساب بنكي، أو الحصول على راتب، أو حتى التقديم على الإقامة.
وينصح بتجهّيز مستنداتك مسبقاً (جواز السفر، عقد السكن، عقد العمل، شهادة الزواج إن وُجدت)، وحجز موعد في مكتب الأحوال المدنية (Bürgeramt) في أسرع وقت، واحتفظ بنسخ مصدقة.
2. لا إقامة بدون تأمين صحي
لا يمكنك الحصول على تصريح إقامة في ألمانيا بدون تأمين صحي ساري. وهناك نوعان:
تأمين صحي عام (GKV) – مناسب لمعظم الموظفين.
تأمين صحي خاص (PKV) – متاح لأصحاب الأعمال الحرة أو من يتجاوزون حداً معيناً من الدخل.
ينصح بالتسجيل لدى شركة تأمين صحي قبل السفر، فمعظم الشركات توفر خدمات باللغة الإنجليزية، والتسجيل يتم بسهولة عبر الإنترنت.
3. العثور على سكن دائم ليس سهلاً
أسواق العقارات في مدن مثل برلين، ميونيخ وفرانكفورت مزدحمة. قد يستغرق الأمر أسابيع أو حتى شهور للعثور على شقة مناسبة، خصوصاً للمهاجرين الجدد الذين لا يمتلكون سجلاً ائتمانياً ألمانياً.
وينصح بحجز سكن مؤقت (Airbnb أو شقق مفروشة) قبل الوصول، والبدء بجمع مستنداتك مثل تقرير Schufa وإثبات الدخل بمجرد الوصول.
4. الشقق “غير المفروشة” تعني خالية تماماً
في ألمانيا، الشقة “غير المفروشة” قد تكون بلا مطبخ أو إضاءة! الأمر صادم للمهاجرين الجدد الذين يفترضون وجود الحد الأدنى من التجهيزات.
ويتوجب عليك أن تسأل عن تجهيزات الشقة قبل التوقيع، وتجهيز ميزانية لشراء الأساسيات، أو استئجار شقة مفروشة مؤقتاً ريثما تستقر.
5. اللغة الألمانية مفتاح الحياة اليومية
رغم انتشار الإنجليزية، إلا أن اللغة الألمانية ضرورية للتعامل مع الجهات الحكومية، السكن، الرعاية الصحية، وبناء علاقات اجتماعية.
وينصح باستخدم تطبيقات تعليم اللغة، أو المشاركة في دروس عبر الإنترنت، إنك لن تحتاج لإتقان كامل، ولكن معرفة الأساسيات تُحدث فرقاً كبيراً.
6. النقد لا يزال مهماً في ألمانيا
لا تزال العديد من المتاجر والمقاهي ترفض الدفع بالبطاقات، خصوصاً خارج المدن الكبرى.
وينصح بحمل بعض النقود دائماً، واستخدام حاسبة الضرائب الألمانية لتحديد راتبك الصافي الحقيقي بعد خصم الضرائب والتأمينات.
7. يوم الأحد يوم راحة… حرفياً!
أغلب المحلات تغلق أبوابها يوم الأحد، وحتى الأنشطة المنزلية الصاخبة قد تكون مخالفة للقوانين المحلية.
لذلك أنهِ التسوّق والتنظيف يوم السبت، وستعتاد على هذا الإيقاع بسرعة، وربما تُحب هذا الهدوء الأسبوعي لاحقاً.
8. القواعد الصارمة هي أسلوب حياة
من فرز القمامة بدقة، إلى احترام إشارات المرور حتى لو لم تكن هناك سيارات، النظام الألماني دقيق ويُتوقّع منك اتباعه.
وماعليك سوى مراقبة السكان المحليين، والتعلّم من سلوكهم، فالتكيّف السريع مع القواعد يجعل حياتك أسهل وأقل توتراً.
9. العائلات تحتاج إلى تخطيط إضافي
ألمانيا وجهة ممتازة للعائلات، لكنها تتطلب تخطيطاً مُسبقاً لحجز مكان في المدارس أو دور الحضانة، خاصة في المدن الكبرى.
لذلك ابحث عن المدارس قبل الوصول، و راجع الدعم المتوفر للعائلات المهاجرة، وكن مستعداً لساعات دراسية أقصر للأطفال في البداية.
يعد الانتقال إلى ألمانيا خطوة واعدة، لكنها ليست بالبساطة التي قد يتصورها البعض، فالأمر لا يقتصر على مجرد حلم يُسعى لتحقيقه، بل يتطلب الكثير من التخطيط والتركيز على التفاصيل الدقيقة.
أول ما ينبغي إدراكه هو أن هذه الخطوة ليست ضربة حظ، حيث التخطيط المسبق ضروري للغاية، ومن المفيد التواصل مع أشخاص سبق لهم السفر، والاستفادة من تجاربهم، فطلب المشورة من ذوي الخبرة ليس بالأمر المعيب.
يلجأ البعض إلى الاعتماد الكامل على أنفسهم، غير أن هذا الخيار ليس دوماً هو الأفضل، فمن الحكمة الاستعانة بمستشارين مختصين في شؤون الهجرة، إذ بإمكانهم تسهيل العديد من الخطوات والإجراءات.
الإعداد الجيد يصنع فرقاً حقيقياً، خاصة في المرحلة الأولى من الوصول، لذا، يُنصح بتعلُّم أساسيات اللغة الألمانية قبل السفر، ولا يُشترط بلوغ مستوى متقدم، بل يكفي الإلمام بما يسمح بالتفاعل في المواقف اليومية.
عام 2025 قد يحمل فرصاً واعدة، لكن من المؤكد أن المنافسة ستكون محتدمة، لذا، من الأفضل البدء مبكراً بجمع الوثائق اللازمة لتفادي الضغوط في اللحظات الأخيرة.
وفي نهاية المطاف، تختلف التجارب من شخص لآخر، فما نجح مع غيرك قد لا يكون مناسباً لك، والأهم هو التروّي وعدم التسرّع في اتخاذ القرارات.
