الحياة في ألمانيا

أهم التحديات التي يواجهها المهاجرون للاستقرار في ألمانيا

الإعلانات

أهم التحديات التي يواجهها المهاجرون للاستقرار في ألمانيا.

تعتبر ألمانيا مكان جميل جداً للعيش، والحياة فيها مريحة ومستوى المعيشة مرتفع، كما أن حقوق العمال محمية بشكل قوي، وهو أمر إيجابي.

ويعمل نظام الرعاية الصحية بشكل منظم ويوفر الخدمات اللازمة، فضلاً عن أن الطبيعة فيها خضراء ومنظمة، وتحتوي على العديد من الحدائق والمنتزهات.

لكن المهاجرين والأجانب الذين يمكنهم العيش هناك قد يواجهون بعض الصعوبات، فأحياناً يكون من الصعب التأقلم مع الحياة الجديدة، وتظهر تحديات تجعل استقرارهم أكثر صعوبة بعض الشيء.

وسنحاول في هذا المقال عرض أهم المشاكل التي قد تواجههم، وسنقدم حلولاً عملية لمساعدتهم على التغلب عليها.

ألمانيا وأسوأ تصنيف للمغتربين في 2024

حصلت ألمانيا في استطلاع InterNations للمغتربين لعام 2024، على أسوأ تصنيف لها على الإطلاق، إذ جاءت في المركز 50 من أصل 53 دولة، متقدمة على فنلندا (51)، وتركيا (52)، والكويت (53).

وبينما سجلت ألمانيا نقاطاً إيجابية في جودة الحياة (المركز 27) والعمل في الخارج (المركز 23)، إلا أن سهولة الاستقرار (المركز 51) وأساسيات المغتربين (المركز 53) سجلت أدنى مستوياتها. وأشارت الدراسة إلى أن نقص الروابط الاجتماعية وتعقيد الإجراءات البيروقراطية يؤثر على مستوى السعادة، حيث قال 54% فقط من المهاجرين إنهم سعداء في ألمانيا، مقارنة بـ 68% عالمياً.

شارك في الدراسة حوالي 12,000 مغترب من 175 دولة، ممن تحدثوا عن تجربتهم في الانتقال للعيش في الخارج.

البيروقراطية والتحديات الرقمية

حصدت ألمانيا المركز الأخير عالمياً في الحياة الرقمية ضمن مؤشر أساسيات المغتربين،  فـ 53% فقط من المشاركين يوافقون على سهولة الحصول على إنترنت عالي السرعة في المنزل، و33% فقط يجدون سهولة في الدفع بدون نقد، مقارنة بالمتوسط العالمي 8%.

بالإضافة إلى ذلك، وجد 66% من المغتربين صعوبة في التعامل مع السلطات.

وقال مقيم كندي: “البيروقراطية مُحبطة للغاية، ولا يوجد دعم كافٍ للمغتربين، والخدمات الرقمية محدودة جداً”.

وينصح بالتواصل المباشر مع موظف ألماني ملم بالنظام، سواء عبر الهاتف أو الزيارة الشخصية، وغالباً ما يكون أسرع وأسهل من التعامل مع الرسائل الرسمية المعقدة، خصوصاً في مكاتب مثل مكتب الهجرة (Ausländerbehörde).

صعوبة إيجاد سكن

يمثل البحث عن شقة في المدن الكبرى مثل برلين أو ميونيخ تحدياً حقيقياً، بسبب ارتفاع الطلب ونقص المساكن بأسعار مناسبة.

فحسب استطلاع Expat Insider، 16% فقط من المهاجرين والمغتربين وجدوا سهولة في الحصول على سكن، بينما أعرب 64% عن استيائهم من الأسعار.

وللعثور على سكن ينصح باستخدام مواقع مثل ImmoScout24 و  Immowelt   فقد تكون مفيدة جداً، فحاول زيارة هذه المواقع يومياً للاطلاع على الإعلانات الجديدة.

ومن الأمور المهمة تجهيز جميع أوراقك مسبقاً، و يشمل ذلك خطاب تعريف لطيف يوضح بعض المعلومات عنك وعن كيفية كونك مستأجراً منظماً وموثوقاًن فالناس يفضلون التعامل مع شخص منظم.

في بعض الأحيان قد يكون الوضع صعباً بعض الشيء، ويمكنك التفكير في سكن مشترك كحل مؤقت. لا تستعجل، إذ إن البحث عن سكن دائم أحياناً يستغرق وقتاً طويلاً، قد يمتد لشهور وربما سنوات.

الصبر هو مفتاح كل شيء، ومن خلال التجربة ستتعلم أموراً جديدة باستمرار.

تحديات تعلم اللغة الألمانية

وجد 67%  من المهاجرين والمغتربين صعوبة في تعلم اللغة الألمانية، و51% اعتبروا أن العيش دون التحدث بالألمانية أمر صعب.

ولتسهيل التعلم ينصح ب الممارسة اليومية وعدم الخوف من ارتكاب الأخطاء، و العثور على شريك لتبادل اللغة أو الالتحاق بدورات تدريبية، بالإضافة إلى  السفر داخل ألمانيا للتحدث بالألمانية مع السكان المحليين، ما يساعد على تعلم لهجات المنطقة وفهم ثقافة البلاد.

تكوين صداقات واندماج اجتماعي

تحتل ألمانيا المرتبة 51 عالمياً في مؤشر سهولة بناء العلاقات الاجتماعية. يُشير حوالي 65% من المغتربين هناك إلى أنهم يواجهون صعوبة في تكوين صداقات مع السكان المحليين، وهذه النسبة أعلى من المتوسط العالمي البالغ 41%.

يشعر بعض الأشخاص بالوحدة عند الانتقال للعيش في ألمانيا، وهذا شعور طبيعي جداً، ولكن هناك طرق تساعدك على التغلب على هذه المشكلة.

لذلك جرب الانضمام إلى نوادي أو مجموعات تهتم بهواياتك، فعلى سبيل المثال، إذا كنت تحب الرياضة، ابحث عن نادي رياضي قريب منك، أو إذا فضّلت الأنشطة الهادئة، يمكنك الانضمام إلى مجموعة للقراءة أو ممارسة الشطرنج.

التعرف على أشخاص من جنسيات مختلفة يعيشون في ألمانيا قد يكون مفيداً أيضاً، إذ غالباً ما يفهم المغتربون الآخرون التحديات التي تمر بها، ويمكنهم مساعدتك في التعرف على أشخاص جدد.

قد يبدو الألمان محافظين قليلاً في البداية، لكن هذا لا يعني أنهم غير ودودين، ومع مرور الوقت، عندما يعرفونك أكثر، يصبحون أصدقاء مخلصين،  لذا، لا تأخذ الأمر على محمل شخصي إذا لم تتشكل العلاقات بسرعة.

على الرغم من أن ألمانيا توفر مستوى معيشة عالٍ وخدمات ممتازة، إلا أن البيروقراطية، وصعوبة إيجاد السكن، وتحديات تعلم اللغة، والعزلة الاجتماعية تجعل الاستقرار فيها أمراً معقداً للمهاجرين والمغتربين، ومع ذلك، يمكن التغلب على هذه العقبات من خلال التحضير الجيد، تعلم اللغة، الانخراط الاجتماعي، واستخدام الشبكات المحلية والدعم المباشر من السكان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى